موضوع الإصلاح موضوع متواتر ومتردد خاصة في السنوات الأخيرة، وذلك في مختلف وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية، وكذا في المنتديات الفكرية والمحافل السياسية، فهو دائم التكرار والمناقشة وهو مطروح على الجميع.
وفي اعتقادنا أن هذا الصخب المحيط بمقولات الإصلاح له ما يبرره، بالنظر إلى واقع الدول العربية الإسلامية، التي تعيش ومنذ زمن بعيد أزمة وجود حضاري؛ تشهد على ذلك الإخفاقات المتلاحقة والمشكلات المتفاقمة والانهيارات المفاجئة، فالأمة انحسر شهودها الحضاري وتوقفت عن أداء رسالتها في الشهادة على الناس، والقيادة لهم، فأصبح موقعها خارج السياق التاريخي.
الإجماع الحاصل حول الإصلاح وضرورته في زمننا المعاصر، مرده فشل جل محاولات الإصلاح التي عرفها تاريخ الأمة الطويل باستثناء القليل منها. وقد نبه العديد من الباحثين على فشل الإصلاح في العالم العربي والإسلامي، ويعزون ذلك إلى غياب الفهم المنهجي للإصلاح.
ولعل هذا الفشل المتكرر في محاولات الإصلاح هو المسؤول عن انفعال الصرخات وتعالي الصخب وكثرة اللغط حول الإصلاح. ولا يفهم في خضم كل ذلك الغياب الملحوظ لموضوع نعتقد أنه أساسيا في أي إصلاح وهو الإصلاح التربوي التعليمي.