في التكامل المنشود بين الفكر المقاصدي والعلوم الإنسانية والاجتماعية.
قراءة في كتاب: “الفكر المقاصدي وتطبيقاته في السياسة الشرعية” للأستاذ الدكتور:عبد الرحمان العضراوي
سعيا إلى إبراز أصالة ما بين الفكر المقاصدي والعلوم الإنسانية والاجتماعية من معالم التكامل المعرفي ومظاهر التفاعل العلمي والتداخل المنهجي التي تؤسس منهجا حركيا يقوم على الانطلاق من الواقع إلى النص الشرعي، ومنه إلى الواقع، وبما أن حقل السياسة الشرعية محتاج إلى من يدرس مباحثه وإشكالاته من خلال رؤية مقاصدية، فقد سعى الأستاذ الدكتور عبد الرحمن العضراوي إلى إفراد كتابه: “الفكر المقاصدي وتطبيقاته في السياسة الشرعية”، لمعالجة هذا الموضوع، والاحتجاج على أصالته، من خلال رحلة علمية ممتعة مع رواد أصول الفقه وعلماء مقاصد الشريعة قديما وحديثا. وإذ أن الموضوع يقتضي تأصيلا معرفيا ومنهجيا، فقد حرص الباحث على أن يتجاوز العموميات المسيطرة على من كتب في الموضوع من المحدثين واختار أن يفصل القول في العديد من القواعد والقوانين والأسس، كما ربط بين المقاصد التشريعية ومقصد العقيدة ومقصد الأخلاق، وذلك كله في وحدة متكاملة تبرز طبيعة التكامل القائم بين العلوم والمعارف في الإسلام.
كما آثر أستاذنا العضراوي اقتحام هذا الموضوع الصعب، فعرض لمجموعة من المفاهيم والآليات التي تساعد العقل المسلم على تجلية مقاصد الشريعة في ميدان السياسة الشرعية، انطلاقا من المحددات المرجعية، وانتهاء إلى المحددات الوظيفية، مع إبراز آفاق تلك المقاصد بين يدي التطبيق لمختلف تلك المحددات والمبادئ متمثلة في العدل والشورى والحقوق الفردية والجماعية، مع ما يتطلب ذلك من تنشئة سياسية قاصدة إلى غرس قيم المسؤولية والتعاون والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإخراج إنسان الكلمة الطيبة والموقف السديد.
وقد جاء الكتاب في شكله العام يضم مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة.
بارك الله فيكم استاذنا المحترم واطال الله في عمرك ونفعنا بك .. كل التوفيق ومزيدا من العطاء حفظكم الله