نسعى من خلال هذه المقالة إلى تحليل بعض الجوانب المبكرة من تطور حياة المسلمين في ضوء مفاهيم الدعوة والبلاغ والجماعة والأمة، وتهتم هذه المقالة بصورة أولية بدعوة الإسلام، وكيف عملت جماعة المسلمين في العهد النبوي على تبليغها ونشرها؟.
لقد عالج العديد من الكُتاب مسألة ظهور الإسلام من منطلق انتشاري لذا حلَّل توري “الأسس اليهودية للإسلام” ، وعالج بيل “أصل الإسلام في بيئته النصرانية” وناقش هيرشبيرغ وجود التعاليم اليهودية والنصرانية في الجزيرة العربية في الجاهلية وصدر الإسلام، وأعاد كل من جريم ونيلسون وفيلبي العناصر الإسلامية إلى أصولها في جنوب الجزيرة العربية بوصفها المصدر الرئيس لانتشارها، كما ضمن كروبر الإسلام في النموذج التوحيدي الإقصائي الذي يقول بتمييز اليهودية والنصرانية والإسلام مدللا على مفهومه عن النماذج النسقية للانتشار.لقد هدفت أعمال هؤلاء إلى فهم اشتقاق بعض العناصر الثقافية التي استخدمها الإسلام أو الإشارة إلى وجود عناصر مشابهة من تقاليد أخرى تطورت داخل المنطقة العامة نفسها. كما نجد مناقشات حول حدود جغرافية الانتشار الإسلامي بسطها لنا الدكتور رضوان السيد في معرض مناقشته لآراء الباحثة الإيطالية بيانكا والتي ربطت بين الانتشار الإسلامي والخصوصية الجغرافية.
ما أحوجنا إلى هذه المقربة التاريخية في تحليل واقع العلاقات داخل المجتمع الإسلامي رصدا وعرضا بارك الله في الأستاذ الكريم