عُقدت الندوة العلمية «نحو إعادة التفكير في الحداثة» على مدار يومين، 29و30 نوفمبر 2021، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة السلطان مولاي سليمان في بني ملال بالمغرب. وقد شهدت حضورًا أكاديميًا وطلابيًا واسعًا، حيث جاءت تكريمًا لفضيلة الدكتور سعيد بنسعيد العلوي. وقد أشرف على تنظيمها مختبر المقاصد والحوار للدراسات والأبحاث بالكلية نفسها، بشراكة مع مركز دراسات المعرفة والحضارة.
هدفت هذه الفعالية إلى مناقشة إشكالية مفهوم الحداثة وما أثارته من أسئلة معرفية ومنهجية في الثقافة العربية الإسلامية. وسعت إلى فتح باب الحوار بين الباحثين والمشاركين، وإنجاز نقد مثمر لخطاب الحداثة في الفكر العربي، على مستوى أصوله المؤسسة، وأطره المرجعية، ومنطلقاته الأيديولوجية، وأدواته المنهجية.
وقد أعرب الجميع عن السرور البالغ لاستضافة الندوة للدكتور سعيد بنسعيد العلوي، الذي يُعد من فرسان الفكر والمعرفة والفلسفة والأدب في العالم العربي المعاصر.
في هذا السياق، تناولت الندوة محاور رئيسية شملت: المصطلحات والمفاهيم ومشكلة الترجمة والاستعارة والتعامل مع المصطلح الوافد، الحداثة في التداول الثقافي الغربي وجدل الاتصال والانفصال ، الحداثة في التداول الثقافي العربي الإسلامي بين اتجاهي الإطراء والنقد، إمكانيات بناء حداثة عربية إسلامية، وقراءَات في معالم التجديد في التراث العربي الإسلامي ضمن المتن الفكري والروائي للأستاذ الدكتور سعيد بنسعيد العلوي.
وقد أُلقيت المحاضرة الافتتاحية تحت عنوان “سؤال الحداثة في الفكر العربي المعاصر” من قبل أ.د. سعيد بن سعيد العلوي.
وإلى جانب ذلك، تميزت المداخلات بتنوع تخصصي ثري، حيث ضمت باحثين من تخصصات الدراسات الإسلامية، الفلسفة، اللغة العربية والآداب، الحقوق، علم الاجتماع، التاريخ، والجغرافيا. وشهدت حضورًا من جامعات متعددة، بما في ذلك جامعة السلطان مولاي سليمان، جامعة الحسن الثاني، جامعة محمد الخامس، جامعة عبد المالك السعدي، وجامعة القاضي عياض.
وقد توزع هذا النشاط وفق البرنامج التفصيلي التالي:
وفيما يلي مقتطفات من فعاليات الندوة العلمية «نحو إعادة التفكير في الحداثة» :
- الجلسة الافتتاحية (تقديم):
- مداخلة الأستاذ الدكتور سعيد بنسعيد العلوي:
- مداخلة الأستاذ الدكتور سعيد شبار:
- مداخلة الأستاذ الدكتور العضراوي:
- مداخلة الأستاذ الدكتور الناصري:
وقد خلصت هذه الفعالية العلمية إلى جملة من التوصيات المهمة، أبرزها ضرورة تطوير مناهج نقدية للتعامل مع مفهوم الحداثة بما يتجاوز ثنائية الرفض أو القبول المطلق، والسعي إلى بناء نموذج حداثي عربي إسلامي يحافظ على الهوية الثقافية والحضارية مع الانفتاح على التجارب الإنسانية المعاصرة. كما أكدت التوصيات على أهمية الاجتهاد الفكري والفقهي لإيجاد حلول للتحديات الراهنة، وتعزيز الحوار بين التراث والمعاصرة في مختلف المجالات العلمية والثقافية. ودعا المشاركون إلى نشر الأوراق البحثية في كتاب جماعي يوثق هذا الجهد الأكاديمي، وتطوير شبكة بحثية متخصصة في قضايا الحداثة والتحديث في السياق العربي الإسلامي، فضلًا عن تنظيم لقاءات علمية مستقبلية تتناول المحاور الفرعية التي طُرحت خلال هذه المناسبة.