في إطار الأنشطة العلمية الهادفة إلى تسليط الضوء على إسهامات المفكرين المغاربة، نظّم مركز دراسات المعرفة والحضارة، بشراكة مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال ومختبر الحوار والمقاصد للدراسات والأبحاث، ندوة دولية في موضوع “العلوم الاسلامية وسؤال التجديد” أيام 26 و27 و28 من فبراير سنة 2018م. وقد خصص هذا الملتقى السنوي الثالث للباحثين في الماستر والدكتوراه ببني ملال ولسائر المهتمين، تكريما للفيلسوف طه عبد الرحمن. وقد ألقى المحاضرة الافتتاحية لهذا الملتقى فضيلة الدكتور طه عبد الرحمن بعنوان “مرابطة المثقف والائتمان على الانسان”، وتتميز الندوة بمشاركة العديد من الأساتذة والباحثين.
تشرّفتُ بالمشاركة في هذه الندوة بمداخلة علمية تحت عنوان: “علم التفسير وأزمة المنهج: قراءة في المقدمة التفسيرية لأبي القاسم حاج حمد“، يومي 26 و27 و28 فبراير 2018م، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال.
تميزت الندوة بحضور نخبة من الأكاديميين والباحثين من مختلف الجامعات المغربية، الذين أثروا النقاش بمداخلاتهم وتعقيباتهم القيّمة.
وقد تناولت هذه الندوة الوطنية المحاور التالية:
- المحور الأول: المتن الفكري لطه عبد الرحمن .. قراءة في معالم البناء والتجديد في العلوم الإسلامية.
- المحور الثاني: العلوم الإسلامية .. مقومات العطاء وعناصر الثراء.
- المحور الثالث: العلوم الإسلامية .. الأبعاد التجديدية وفلسفة تكامل العلوم.
- المحور الرابع: من أجل استئناف تجديدي شامل للعلوم الإسلامية؛ (الأصول والمقاصد، فلسفة الدين وعلم الكلام …
كما أكدت الورقة المؤطرة لهذا الملتقى أن استئناف التجديد في العلوم الإسلامية أضحى ضرورة من ضرورات الحياة، حيث إن وصل ما انفصل فيها وتقريب ما تباعد بينها يعد مقدمات ومداخل أساسية لاستئناف هذا التجديد، بل ولتحرير تلك العلوم من منطلقات الصراع والتقابل الثنائي الذي أسس النموذج الغربي انطلاقا من إيمانه بمركزيته في الوجود والحياة، وانطلاقا من تاريخه الصدامي والعدائي بين مؤسساته في الدين والدولة والمجتمع”. وأضافت أنه “إذا كانت حضارة المسلمين تعبيرا عن منجزاتهم في عالم الأشياء وكانت ثقافتهم تعبيرا عن كيانهم عن عالم الأفكار والقيم والمعاني، فلا يخفى أن الأصل المغذي لذلك كله، أي لثقافتنا وحضارتنا، هو علومها في ارتباطها بالآيات الموجّهة والملهمة نصا وأنفسا وآفاقا، وفي وحدة نسقية منسجمة من الإمداد والاستمداد والتفاعل “.