من أهم إنجازات الفكر الإنساني المعاصر: المراجع المقررة في حقوق الإنسان، والهادفة إلى حمايته من كل أشكال القهر والتسلط والعدوان التي يمكن أن يمارسها عليه إنسان آخر، وتتمثل تلك المراجع في كل الإعلانات العالمية، والمواثيق الدولية أو المحلية المهتمة بحقوق الإنسان. بَيْدَ أن الناظر إلى مرجعيات هذه الإعلانات والفلسفات النظرية المؤطّرة لكثير من الحقوق المندرجة تحتها، وإلى أشكال التطبيق والتنفيذ المعاصرة داخل القطر الواحد أو بين الأقطار والشعوب المختلفة، يلحظ أن ثمة مشكلات بنيوية تسهم في جعل تلك الإعلانات غير متحققة بمقاصدها وغاياتها من إقرار تلك الحقوق؛ إذ لم تنتهك حقوق الإنسان يوماً كما تنتهك الآن في مطلع القرن الحادي والعشرين على الرغم من التقدم الكبير الذي حققته البشرية في تقنيات الاتصال والمعلومات.